-1-
يا سيِّدتي:
كنتِ أهم امرأةٍ في تاريخي
قبل رحيل العامْ.
أنتِ الآنَ.. أهمُّ امرأةٍ
بعد ولادة هذا العامْ..
أنتِ امرأةٌ لا أحسبها بالساعاتِ وبالأيَّامْ.
أنتِ امرأةٌ..
صُنعَت من فاكهة الشِّعرِ..
ومن ذهب الأحلامْ..
أنتِ امرأةٌ.. كانت تسكن جسدي
قبل ملايين الأعوامْ..
-2-
يا سيِّدتي:
يالمغزولة من قطنٍ وغمامْ.
يا أمطاراً من ياقوتٍ..
يا أنهاراً من نهوندٍ..
يا غاباتِ رخام..
يا من تسبح كالأسماكِ بماءِ القلبِ..
وتسكنُ في العينينِ كسربِ حمامْ.
لن يتغيرَ شيءٌ في عاطفتي..
في إحساسي..
في وجداني.. في إيماني..
فأنا سوف أَظَلُّ على دين الإسلامْ..
-3-
يا سيِّدتي:
لا تَهتّمي في إيقاع الوقتِ وأسماء السنواتْ.
أنتِ امرأةٌ تبقى امرأةً.. في كلَِ الأوقاتْ.
سوف أحِبُّكِ..
عند دخول القرن الواحد والعشرينَ..
وعند دخول القرن الخامس والعشرينَ..
وعند دخول القرن التاسع والعشرينَ..
و سوفَ أحبُّكِ..
حين تجفُّ مياهُ البَحْرِ..
وتحترقُ الغاباتْ..
-4-
يا سيِّدتي:
أنتِ خلاصةُ كلِّ الشعرِ..
ووردةُ كلِّ الحرياتْ.
يكفي أن أتهجى إسمَكِ..
حتى أصبحَ مَلكَ الشعرِ..
وفرعون الكلماتْ..
يكفي أن تعشقني امرأةٌ مثلكِ..
حتى أدخُلَ في كتب التاريخِ..
وتُرفعَ من أجلي الراياتْ..
-5-
يا سيِّدتي
لا تَضطربي مثلَ الطائرِ في زَمَن الأعيادْ.
لَن يتغيرَ شيءٌ منّي.
لن يتوقّفَ نهرُ الحبِّ عن الجريانْ.
لن يتوقف نَبضُ القلبِ عن الخفقانْ.
لن يتوقف حَجَلُ الشعرِ عن الطيرانْ.
حين يكون الحبُ كبيراً..
والمحبوبة قمراً..
لن يتحول هذا الحُبُّ
لحزمَة قَشٍّ تأكلها النيرانْ...
-6-
يا سيِّدتي:
ليس هنالكَ شيءٌ يملأ عَيني
لا الأضواءُ..
ولا الزيناتُ..
ولا أجراس العيد..
ولا شَجَرُ الميلادْ.
لا يعني لي الشارعُ شيئاً.
لا تعني لي الحانةُ شيئاً.
لا يعنيني أي كلامٍ
يكتبُ فوق بطاقاتِ الأعيادْ.
-7-
يا سيِّدتي:
لا أتذكَّرُ إلا صوتُكِ
حين تدقُّ نواقيس الآحادْ.
لا أتذكرُ إلا عطرُكِ
حين أنام على ورق الأعشابْ.
لا أتذكر إلا وجهُكِ..
حين يهرهر فوق ثيابي الثلجُ..
وأسمعُ طَقْطَقَةَ الأحطابْ..
-8-
ما يُفرِحُني يا سيِّدتي
أن أتكوَّمَ كالعصفور الخائفِ
بين بساتينِ الأهدابْ...
-9-
ما يَبهرني يا سيِّدتي
أن تهديني قلماً من أقلام الحبرِ..
أعانقُهُ..
وأنام سعيداً كالأولادْ...
-10-
يا سيِّدتي:
ما أسعدني في منفاي
أقطِّرُ ماء الشعرِ..
وأشرب من خمر الرهبانْ
ما أقواني..
حين أكونُ صديقاً
للحريةِ.. والإنسانْ...
-11-
يا سيِّدتي:
كم أتمنى لو أحببتُكِ في عصر التَنْويرِ..
وفي عصر التصويرِ..
وفي عصرِ الرُوَّادْ
كم أتمنى لو قابلتُكِ يوماً
في فلورنسَا.
أو قرطبةٍ.
أو في الكوفَةِ
أو في حَلَبٍ.
أو في بيتٍ من حاراتِ الشامْ...
-12-
يا سيِّدتي:
كم أتمنى لو سافرنا
نحو بلادٍ يحكمها الغيتارْ
حيث الحبُّ بلا أسوارْ
والكلمات بلا أسوارْ
والأحلامُ بلا أسوارْ
-13-
يا سيِّدتي:
لا تَنشَغِلي بالمستقبلِ، يا سيدتي
سوف يظلُّ حنيني أقوى مما كانَ..
وأعنفَ مما كانْ..
أنتِ امرأةٌ لا تتكرَّرُ.. في تاريخ الوَردِ..
وفي تاريخِ الشعْرِ..
وفي ذاكرةَ الزنبق والريحانْ...
-14-
يا سيِّدةَ العالَمِ
لا يُشغِلُني إلا حُبُّكِ في آتي الأيامْ
أنتِ امرأتي الأولى.
أمي الأولى
رحمي الأولُ
شَغَفي الأولُ
شَبَقي الأوَّلُ
طوق نجاتي في زَمَن الطوفانْ...
-15-
يا سيِّدتي:
يا سيِّدة الشِعْرِ الأُولى
أخذ الكبريت ... وأشعل لي
ومضى كالصيف المرتحل
وجمدت بأرضي, وابتدأت
تأكلني النار على مهل
من هذا الفارس ؟ طار له
في صدري زوج من حجل
لم أعرف منه سوى يده
قالت عيناه... ولم يقل...
رجل.. يمنحني شعلته
ما أطيب رائحة الرجل
يده تتحدث ... دون فم
كحوار الشمع المشتعل
و عروق زرق نافرة
ضيعها الليل... فلم تصل
* * * *
راقبت نحول أصابعه
و درست تعابير يديه
و أحطت بأشواقي ظفرا"
آثار التدخين عليه
وعبدت بقية إرهاق
تحتل جوانب عينيه
والتعب الأزرق تحتهما
وهطول الثلج بصدغيه
* * * *
ووقفت أمام رجولته
كصغير ضيع أبويه
كالأرنب,ما,ما أصغرني
يا ربي بين ذراعيه
أتعلق فيه .... وأتبعه
وأغوص بريش جناحيه
أأحب يدا" .. لا أعرفها
ماذا يربطني بيديه ؟هاتي يَدَكِ اليُمْنَى كي أتخبَّأ فيها..
هاتي يَدَكِ اليُسْرَى..
كي أستوطنَ فيها..
قولي أيَّ عبارة حُبٍّ
حتى تبتدئَ الأعيادْ
(مهما تعددت النساء ، حبيبتي)
فالأصل أنت...
مهما اللغات تعددت..
والمفردات تعددت..
فأهم ما في مفردات الشعر أنت...
مهما تنوعت المدائن ،و الخرائط،
والمرافئ ، والدروب،
فمرفأي الأبدي أنت...
مهما السماء تجهمت أو أبرقت.
أو أرعدت،فالشمس أنت..
ما كان حرفا في غيابك ممكنا
وتكونت كل الثقافة، يوم كنت..
ولقد احبك، في زمان قادم
فاهم مما قد أتى..
ما سوف يأتي..
هل تكتبين معي القصيدة يا ترى؟
أم أنت جزء من فمي؟
أم أنت صوتي؟
كيف الرحيل على فضاء آ خر ؟
من بعدما عمرت في * ، بيتي؟...
إني أحبك، طالما أحيا،وأرجو أن أحبك
كالفراعنة القدامى بعد موتي...
متي تجيئين ؟ قولي
لموعدٍ مستحيل
الوقوع .. فوق الحصول
وأنت . لا شيء إلا
وأنت خيط سرابٍ
يموت قبل الوصول
في جبهة الإزميل ..
***
انزياح سترٍ صقيل
يلهو الشتاء بشعري
أشقى .. وأنت استليني
طيفٌ تثلج خلف
الزجاج .. هيا افتحي لي ..
من أنت ؟ وارتاع نهدٌ
طفلٌ .. كثير الفضول
تفتا القميص الكسول
أوجعت أكداس لوزٍ
أنا بقايا البقايا
من عهد جر الذيول
كصفحة الإنجيل
ومن طويلٍ .. طويل ..
وكنت أغمس وجهي
في شكل وجهك أقرا
شكل الإله الجميل ..
متى ؟ وردت صلاتي
مع انهماز السدول
أنا بقايا البقايا
من عهد جر الذيول
أهواك مذ كنت صغرى
كصفحة الإنجيل
ومن زمانٍ .. زمانٍ
ومن طويلٍ .. طويل ..
وكنت أغمس وجهي
في شعرك المجدول
في شكل وجهك أقرا
شكل الإله الجميل ..
***
متى ؟ وردت صلاتي
مع انهماز السدول
عادية ...
تبدو لك الأشياء ...
سطحية ...
تبدو لك الأشياء
لكن ما يهمني ...
أنت مع الأشياء
وأنت .. في الأشياء ...
الأحد ديسمبر 25, 2011 5:21 pm من طرف Admin
» رأس الخليج
الأربعاء ديسمبر 22, 2010 4:27 pm من طرف دلوعه
» خطة سلوكية للإقلاع عن التدخين نهائياً
الجمعة ديسمبر 17, 2010 9:21 pm من طرف SMILE
» خلفيات موبيل تجنن
الثلاثاء ديسمبر 14, 2010 4:38 pm من طرف medoo792
» رحلة مع دخان سيجارة داخل الجسم
الثلاثاء ديسمبر 14, 2010 4:18 pm من طرف Admin
» أنواع طعام تحارب السرطان
الثلاثاء ديسمبر 14, 2010 3:21 pm من طرف SMILE
» أعراض إلتواء الرقبة
الثلاثاء ديسمبر 14, 2010 3:16 pm من طرف SMILE
» الأطعمة الصحية للقلب
الثلاثاء ديسمبر 14, 2010 3:08 pm من طرف SMILE
» مواقف تعليمية لكِ ولطفلك
الثلاثاء ديسمبر 14, 2010 2:17 pm من طرف SMILE